شبيبة مار فرنسيس بالجيزة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي شبيبة مارفرنسيس بالجيزة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القديسة ريتا ... التلميذة النجيبة في مدرسة المصلوب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ramy adwer
مدير المنتدي
مدير  المنتدي



المساهمات : 382
تاريخ التسجيل : 06/08/2008
العمر : 33

القديسة ريتا ... التلميذة النجيبة في مدرسة المصلوب Empty
مُساهمةموضوع: القديسة ريتا ... التلميذة النجيبة في مدرسة المصلوب   القديسة ريتا ... التلميذة النجيبة في مدرسة المصلوب I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 11, 2008 12:50 am

تحمل صفحات التاريخ أسماء ناصعة ، قدم أصحابها خلال سنين حياتهم سير عطرة تناقلتها الأجيال على مر العصور ، كشموع مضيئة على طريق الحياة . وفي عالم الروحانية الصافي تبدو القديسة ريتا كنموذج عالي في التضحية وتحمل الألم حباً في الإله المصلوب ، حتى استحقت أن تنال كرامة فائقة على مدى الأيام وعرفت بين البشر بشفيعة الحالات المستعصية . كيف لها هذا ؟! وفي أي طريق سلكت نحو هذا القصد ؟ ربما تجيب الأسطر القليلة القادمة عن هذا التساؤل ، لنردد بإيمان مبارك الله في قديسيه .
(1 )- المعبد الطولي :
بينما الثلوج تكسو جبال مقاطعة أومبريا الايطالية ، وفيما يلفح الهواء البارد شوارع قرية بوركابورينا فيهرع أهلها إلى المدافئ الخشبية للاستدفاء ، كانت هناك حجرة مضاءة بنور خافت ، ويتوهج من بين أركانها دفء روحاني وصلوات حارة تنبعث من قلب فتاة تخطو نحو الثانية عشر من عمرها ، لا تبغي شيئاً سوى التأمل في الإله المصلوب ، بوجهه الشاحب وهامته المغروزة بالأشواك ، و جنبه المفتوح وجسده العاري المعلق بين مسامير ثلاث . وفي أعماق الصمت يتفتح قلب ريتا إلى معنى الحب الإلهي وتتطلع بأحلامها الندية إلى أن تخطو طريقها نحو الترهب والتكريس حتى تبقى أبد الدهر تحت الصليب .
(2)- طاعة والديها :
في براءة الأطفال راحت ريتا تتحدث إلى أبويها في شأن الرهبنة ، ورغبتها في التكريس لعريس السماء . لكنها فؤجئت برد فعل والديها الرافض لطلبها معللين ذلك بأنها وحيدتهما وهما في حاجة إليها وإلى ذريتها . اصطدمت أحلام ريتا الروحية بصخرة الواقع المرير ، فلم تجد أمامها سوى أن تصلي إلى الفادي ، تطرح أمامه ذاتها الحزينة ومستقبلها المبهم متطلعة أن يكشف لها إرادته الصالحة نحوها . وعندما أراد والديها أن يقطعا عنها الطريق نحو التكريس فكرا في أمر زواجها ، و لما علمت ريتا بما يدبرا لها عادت بقوة تلتمس النور من وجه المصلوب ، مستميتة في الصلاة والدعاء . وفيما هي تبكي ، استنار قلبها نحو طريق الطاعة لوالديها ، والثقة الكاملة في عناية الله ورعايته .
(3)- الزوجة والأم :
ما إن وطئت قدي ريتا عش الزوجية حتى أسلمت ذاتها وحياتها الجديدة بين يدي الله ، وتمنت أن يكون بيتها مسكناً لائقاً للعبادة والعمل والحياة العائلية . لكن تبددت الصورة الحلم أمامها ، عندما تكشفت إليها صورة الزوج بول فرديناند وما يحمل من قلب قاسي وطبائع حادة . تألمت ريتا ، وطرحت همومها أمام المصلوب فهو قوتها وملجئها ، فشعرت بدعوة خاصة من الله إليها نحو هذا الرجل الزوج ، وأن دعوتها في إصلاحه وتهذيبه . وفي طريق ذلك عليها أن تتحمل الألم على مثال المخلص . وعاشت ريتا حياتها العائلية بأمانة وغفران كبيرين مع زوجها وولديها جان جاك وبول ماري الذين أنجبتهما ثمرة هذا الزواج. مما حذا بزوجها فرديناند أن يراجع ذاته يوماً وبدا يبكت نفسه وانطرح على قدمي ريتا منتحباً نادماً . وما كان منها إلا أن اقتادته نحو المسيح ليغفر ذنوبه ويجدد حياته ويقبل توبته . وعندما بدأ زوجها يصلي رفعت ريتا عينيها نحو المصلوب ولسان حالها يقول لأن القدير صنع لي عظائم ، قدوس أسمه .
(4 )- الأرملة :
فيما تتأمل ريتا غروب الشمس المهزومة لذلك اليوم ، شعرت بانقباضه تهز قلبها ، وفيما هي تروح وتجئ بين طرقات المنزل وبدأ القلق يمتلكها إذ بجمهرة عالية بالخارج تتدافع نحو الدار تنبئ بقدوم طارق أليم . أسرعت ريتا نحو الباب وقد صدق حدثها إذ رأت الزوج محمولاً على الأذرع وقد فارق الحياة بعد أن طالته أيدي أثيمة وقتلته . حزنت الزوجة حزناً شديداً لكنها عندما كانت تتذكر توبة زوجها الراحل وصلاح سيرته كانت تستعيد سلامها . وفي هدوء وانسحاق كانت ريتا تتضرع إلى العذراء مستعطفة إياها على نفس زوجها أن تهبه أم النعمة موضع راحة في الملكوت السماوي . وفي غفران عميق غفرت ريتا بسخاء للقتلة جريمتهم التي أزهقت روح زوجها ، لكن ولديها جان وبول لم يكونا على ذات المستوى من الإيمان والتقوى بل على النقيض راح يفكران في الأخذ بالثأر لدم أبيهما . وحاولت الأم أن تثنيهما عما يفكران لكنهما أصما أذانهما عن نداء الوالدة التقية . حينئذ جثت ريتا أمام المصلوب والدموع الثخينة تنهمر وتضرعت إليه أن يحول ولديها عن قصدهما وفي ثبات وتسليم انتفضت انتفاضة القديسين و استحلفت الرب أن يأخذهما إليه تعالى ولا يسمح لهما باقتراف هذه الجريمة الشنعاء ، وبكت . ولم تمض أيام قليلة حتى مرض ولداها الواحد تلو الأخر ورحلا إلى السماء بعد أن تزودا بالأسرار المقدسة .
( 5 ) – الدعوة من جديد :
تأملت ريتا الدنيا من حولها ، وقد صمت كل شئ وأضحت وحيدة بعد رحيل زوجها وولديها . وأمام المصلوب كان عزائها ، وفيما هي مستغرقة في الصلاة ، تبادر إليها حلم الطفولة في الحياة الرهبانية . فراحت تقرع باب دير راهبات القديس اغسطينوس القريب من كاشيا بيد أن محاولاتها الثلاثة باءت بالفشل إذ كانت قوانين الرهبنة تمنع قبول الأرامل في عدادها . حزنت ريتا عند سماعها ذلك لكنها لم تيأس بل راحت تصلي للمصلوب بلجاجة كي ينظر إلى حالها وينير طريقها . وذات ليلة بينما كانت ريتا في صلاة حارة إذ بنور سماوي يملأ حجرتها ويظهر لها شفعائها القديسين ، القديس يوحنا المعمدان والقديس اغسطينوس والقديس نقولا ، ويدعونها لأن تتبعهم . وفي إيمان خرجت ريتا تسير خلف مرشديها القديسين ، وترائي أمامها الدير يقترب ونسيم حياة جديدة تهب نحوها ، كيف لا وقد فتحت أبوابه الموصدة بأمر إلهي .
(6 ) – في الدير :
أمام المصلوب أمضت ريتا ليلتها الأولى بالدير ولسان حالها يلهج بالحمد . وقد أعلنت أمامها إرادة الله ومشروعه الأبوي لدعوتها الفريدة ، وأيقنت ريتا بين هزيز الصلوات أن الألم كان طريقها نحو التكريس وأنه دربها القويم نحو الكمال والقداسة . ولهذا عاشت ريتا بين أخواتها الراهبات وديعة متواضعة وأمام رئيستها مطيعة خاضعة و يشهد العصا الجاف الذي غرسته ريتا وروته بناء على أمر رئيسة الدير ، عمق إيمان ريتا حتى أن اليابس قد أخضر والجاف قد ترطب وصار شجرة وارفة الأغصان تشهد على طاعة ريتا الراهبة وأمانتها في دعوتها ومحبتها للملك المصلوب .
(7)- الشوكة :
كانت الآم الفادي الإلهي موضع تأملات القديسة ريتا طيلة حياتها وقد رأت ذاتها في تلك الآلام ، و اختبرت طريق الألم وشعرت بقوة تقديسه للذات والحياة . لذلك تطلعت ريتا أن تتعمق في محبة الفادي من خلال مشاركتها لسر ألآمه ، وراحت في الصلوات تتضرع للمخلص أن يمنحها مشاركته في واحدة من ألآمه فوق الصليب . فكانت عطية المصلوب لها أن وهبها شوكة من إكليله توجت جبينها وظلت علامة عهد بين الفادي المصلوب وتلميذته الأمينة في مدرسة الألم .
(Cool- سيرة عطرة :
على مدى أربعة وأربعين عاماً أمضتها القديسة ريتا في حياة الترهب والتكريس ، أعطت خلالها المثل في الأمانة للدعوة ، وتركت ميراثاً لا يفنى لأجيال من الراهبات والمؤمنين ، حتى فاح عطر قداستها إلى أقاصي الأرض . وعندما ذبل الجسد خلال الأربعة سنوات الأخيرة من حياتها وأصبحت مسمرة على فراش المرض ، أمسى القربان المقدس غذاؤها الأوحد وفي أيقونة المصلوب تأملها وصلاتها حتى استحقت أن تصغي إلى كلمات حبيبها المسيح الذي دعاها للمجد قائلاً " بعد ثلاثة أيام يا حبيبتي سوف تأتيني فتتمتعي بمجدي .. " . ولما حانت ساعة مجدها صلصلت أجراس الدير من تلقاء ذاتها لتزف نبأ انتقالها المجيد ، وسطع نور سماوي ملأ معبدها المبارك وفاحت أذكى العطور من جبينها المفتوح . و انتقلت روحها الطاهرة إلى المجد العتيد بعد أن سطرت خلال سني حياتها الستة والسبعين أروع قصة لتلميذة نجيبة في مدرسة المصلوب .
مع تحيات RAMY ADWER
zoserzoro@yahoo.com
0123023209
king
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القديسة ريتا ... التلميذة النجيبة في مدرسة المصلوب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبيبة مار فرنسيس بالجيزة :: المنتديات الكتابية :: منتدي القديسين والمعجزات-
انتقل الى: