شبيبة مار فرنسيس بالجيزة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي شبيبة مارفرنسيس بالجيزة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 يوحنّا المعمدان الشاهد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ramy adwer
مدير المنتدي
مدير  المنتدي



المساهمات : 382
تاريخ التسجيل : 06/08/2008
العمر : 33

يوحنّا المعمدان الشاهد Empty
مُساهمةموضوع: يوحنّا المعمدان الشاهد   يوحنّا المعمدان الشاهد I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 11, 2008 1:03 am

في التاسع والعشرين من شهر آب تحيي الكنيسة تذكار قطع رأس القدّيس يوحنّا المعمدان. فهيرودس الملك أمسك يوحنّا وقيّده وسجنه، ثمّ أمر بقطع رأسه بناءً على طلب من هيروديّة امرأة أخيه فيلبس. ذلك أنّ يوحنّا كان قد أنّب هيرودس مندّدًا باستهتاره الخُلقي المشين الذي دفعه إلى التعلّق بهيروديّة والعيش معها بدون تورّع ولا تحرّج. فثارت ثائرتها لجسارة يوحنّا ومناداته بالحقّ، فأوعزت إلى ابنتها، بعد حفلة ماجنة رقصت فيها، أن تطلب إلى هيرودس إعطاءها على طبقٍ رأس يوحنّا. غير أنّ المؤرّخ يوسيفوس يدرج إلى جانب هذه الرواية الواردة في الإنجيل (متّى 14: 3-12) روايةً أخرى يعزو فيها مقتل يوحنّا إلى خوف هيرودس من أن تُتّخذ دعوة يوحنّا ذريعة لحركة ثوريّة تطيح به. فاستبق الأمر بأن أمر بقطع رأسه.
كان يوحنّا، بشهادة الربّ يسوع، أعظم نبيّ به تنتهي سلسلة أنبياء العهد القديم: "بقيت الشريعة وتعاليم الأنبياء إلى أن جاء يوحنّا، ثمّ بدأت البشارة بملكوت الله" (لوقا 16:16). فيوحنّا افتتح عهد التبشير بالمخلّص الآتي بأن هيّأ طريقه بدعـوة الناس إلى التـوبة، من هنا نفهم نبوءة أبيه زكريّا: "وأنتَ، أيّها الطفل، نبيّ العليّ تدعى، لأنّك تتقدّم الربّ لتهيّئ الطريق له، وتعلّم شعبه أنّ الخلاص هو في غفران خطاياهم" (لوقا 1: 76-77). أمّا يوحنّا فكان ذا تواضع كبير، حريصًا على التقليل من شأنه وتحويل الأضواء عن نفسه، فراح يعلن على الملأ أنّه سيأتي بعده مَن هو أقدر منه، مَن "لستُ أهلاً لأنّ أفكّ سيور نعلَيه" (متّى 3: 11).
تقوم شهادة يوحنّا أساسًا على كونه سابقًا للمسيح. فردًّا على سائليه عن هويّته مَن يكون، اعترف ناكرًا أنّه المسيح، ولا إيليّا، ولا النبيّ. لكنّه عرّف عن نفسه مؤكّدًا تحقّق نبوءة إشعيا النبيّ فيه: "صوت صارخ في البرّيّة: قوّموا طريق الربّ" (يوحنّا 1: 23). وتبلغ شهادة يوحنّا ذروتها عند معموديّة يسوع، إذ يشهد يوحنّا قائلاً: "رأيت الروح ينزل من السماء مثل حمامة ويستقرّ عليه. وما كنتُ أعرفه، لكن الذي أرسلني لأعمّد بالماء قال لي: الذي ترى الروح ينزل ويستقرّ عليه هو الذي سيعمّد بالروح القدس. وأنا رأيت وشهدت أنّه هو ابن الله" (يوحنّا 1: 32-43). يوحنّا يشهد أنّ معموديّته تهيّئ للمعموديّة الحقيقيّة بالروح القدس التي سيتمّها الربّ يسوع. تجدر الإشارة إلى أنّ فيض الروح القدس المشبّه بالنار كان علامةً مميّزة لدى الأنبياء لزمن مجيء المسيح المخلّص واكتمال الوعود.
أهمّيّة شهادة يوحنّا المعمدان تكمن أيضًا في أنّه، مع ما بلغه من عدد وفير من التلاميذ، لم يرضَ لتلاميذه إلاّ أن يتبعوا يسوع المسيح ويصبحوا تلاميذ له. فالأمر لا يقتصر على أنّ بعض تلاميذ يوحنّا سيجهلون طويلاً مدى أهمّيّة مجيء يسوع والاعتماد بالروح القدس، بل سينشأ نزاع تلمّح إليه الأناجيل تلميحًا يقوم بين أتباع المعمدان والكنيسة الأولى. فلم يكن أمام الكنيسة الأولى لكي تبيّن سموّ المسيح على كلّ الخلائق سوى اللجوء إلى شهادة يوحنّا نفسه: "شهد له يوحنّا فنادى: هذا هو الذي قلتُ فيه: يجيء بعدي ويكون أعظم منّي، لأنّه كان قبلي" (يوحنّا 1: 15).
وقد أتيحت ليوحنّا فرصة أخرى ليشهد للمسيح فلم يفوّتها، فجاءت شهادته غاية في الاتّضاع، ولم يقلّل مرور القرون من تأثيرها. قال يوحنّا مشبّهًا نفسه بصديـق العـريـس الـذي يحتجب خلـف صديقه يـوم العرس: "أنتم أنفسكم تشهدون بأنّي قلتُ: ما أنا المسيح، بل رسول قدّامه. مَن له العروس، فهو العريس. وأمّا صديق العريس، فيقف بجانبه يصغي فرحًا لهتاف العريس. ومثل هذا الفرح فرحي، وهو الآن كامل. له هو أن يزيد، ولي أنا أن أنقص" (يوحنّا 3: 28-3.). لذلك نرى يوحنّا يحثّ تلاميذه على تركه واتّباع يسوع، فيوحنّا شهد أمام تلميذين من تلاميذه بأنّ المسيح هو "حمل الله"، فسمع التلميذان كلامه وتبعا يسوع (يوحنّا 1: 35-37).
في المقابل، يمجّد الربّ يسوع يوحنّا، شاهده الأمين، داعيًا إيّاه "السراج المنير الساطع" (يوحنّا 5: 35). كما يقول عنه إنّه "أفضل من نبيّ (...) ما ظهر في الناس أعظم من يوحنّا المعمدان" (متّى 11: 1.-11)، لكنّه يستدرك في الآية ذاتها مضيفًا: "ولكن أصغر الذين في ملكوت السموات أعظم منه"، مظهرًا بذلك تفوّق نعمة الخلاص على موهبة النبوءة، وتفوّق زمن الملكوت على زمن الانتظار، من دون أن يحطّ من شأن قداسة يوحنّا المعمدان. ويبرز مجّد يوحنّا المتواضع هذا في فاتحة الإنجيل الرابع التي تحدّد وضع يوحنّا من الربّ يسوع: "لم يكن يوحنّا هو النور، بل كان ليشهد للنور" (يوحنّا 1: Cool. أمّا بالنسبة إلى الكنيسة، فيوحنّا "جاء للشهادة ليشهد للنور، لكي يؤمن الكلّ بواسطته" (يوحنّا 1: 7).
أدرك يوحنّا رسالته، وبلّغ أمانته، وشهد للحقّ إلى المنتهى. فصار قدوة لكثيرين شاءوا هم أيضًا أن يكونوا أصدقاء للعريس، يشهدون له في كلّ زمان ومكان.
مع تحيات RAMY ADWER
zoserzoro@yahoo.com
0123023209
king
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
يوحنّا المعمدان الشاهد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبيبة مار فرنسيس بالجيزة :: المنتديات الكتابية :: منتدي القديسين والمعجزات-
انتقل الى: