ذكرت هذه القصة في سفر أعمال الرسل ثلاث مرات مرة في ( أع 9: 3-
" و في ذهابه حدث انه اقترب إلى دمشق فبغتة ابرق حوله نور من السماء. فسقط على الأرض و سمع صوتا قائلا له شاول شاول لماذا تضطهدني. فقال من أنت يا سيد فقال الرب أنا يسوع الذي أنت تضطهده صعب عليك أن ترفس مناخس. فقال و هو مرتعد و متحير يا رب ماذا تريد أن أفعل فقال له الرب قم و أدخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي أن تفعل. و أما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين يسمعون الصوت و لا ينظرون أحدًا. فنهض شاول عن الأرض و كان و هو مفتوح العينين لا يبصر أحدًا فاقتادوه بيده و أدخلوه إلى دمشق. "
و عندما حكاها معلمنا بولس لليهود في ( أع 22: 6- 11)
" فحدث لي و أنا ذاهب و متقرب إلى دمشق أنه نحو نصف النهار بغتة أبرق حولي من السماء نور عظيم. فسقطت على الأرض و سمعت صوتًا قائلاً لي شاول شاول لماذا تضطهدني. فأجبت من أنت يا سيد فقال لي أنا يسوع الناصري الذي أنت تضطهده. و الذين كانوا معي نظروا النور و ارتعبوا و لكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني. فقلت ماذا أفعل يا رب فقال لي الرب قم و اذهب إلى دمشق و هناك يقال لك عن جميع ما ترتب لك أن تفعل. و إذ كنت لا أبصر من أجل بهاء ذلك النور اقتادني بيدي الذين كانوا معي فجئت إلى دمشق. "
و عندما ذكرها معلمنا بولس أيضاً للملك أغريباس في (أع 26: 12- 18)
" و لما كنت ذاهباً في ذلك إلى دمشق بسلطان و وصية من رؤساء الكهنة. رأيت في نصف النهار في الطريق أيها الملك نورا من السماء أفضل من لمعان الشمس قد ابرق حولي و حول الذاهبين معي. فلما سقطنا جميعنا على الأرض سمعت صوتاً يكلمني و يقول باللغة العبرانية شاول شاول لماذا تضطهدني صعب عليك أن ترفس مناخس. فقلت أنا من أنت يا سيد فقال أنا يسوع الذي أنت تضطهده. و لكن قم و قف على رجليك لأني لهذا ظهرت لك لأنتخبك خادماً و شاهداً بما رأيت و بما سأظهر لك به. منقذاً إياك من الشعب و من الأمم الذين أنا الآن أرسلك إليهم. لتفتح عيونهم كي يرجعوا من ظلمات إلى نور و من سلطان الشيطان إلى الله حتى ينالوا بالإيمان بي غفران الخطايا و نصيباً مع المقدسين. "
و يدعي البعض أنه يوجد تناقض بين هذه الشواهد في سرد القصة!!!
فمجمل إعتراضاتهم أنه ُذكر في ( أع 9: 7 ) "أما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين يسمعون الصوت ولا ينظرون أحداً" . بينما ذكر في ( أع 22 : 9) "و الذين كانوا معي نظروا النور و إرتعبوا ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني" وفي ( أع 26 : 14) " فلما سقطنا جميعاً علي الأرض".
فأمامنا ثلاث إعتراضات:
1- هل سقط الذين كانوا مع معلمنا بولس علي الأرض و إرتعبوا أم وقفوا صامتين؟
2- هل نظروا النور أم لا ؟
3- هل سمعوا الكلام أم لا؟
و للإجابة علي ذلك بنعمة الرب نقول:
1- أنهم فعلاً سقطوا علي الأرض عندما أبرق النور حولهم و إرتعبوا ثم وقفوا صامتين و وقفوا هنا تعني سكنوا عن الحركة مثل قولنا السيارة وقفت فمعناها أنها سكنت عن الحركة و مثلها العداء وقف أي توقف عن الجري "العدو". فهم بعدما إرتعبوا في أول الأمر توقفوا عن الحركة مندهشين مما يحدث حولهم.
2- أما بالنسبة لرؤيتهم النور أم لا، فهم فعلاً شاهدوا النور و لكنهم لم يشاهدوا أحداً في النور لأن الكتاب في (أع 9 : 7) قال "لم ينظروا أحداً" ولم يقل لم ينظروا شئ فبالتالي لا ينفي مشاهدتهم للنور و إنما نفي رؤيتهم للمتكلم.
3- أما بالنسبة للنقطة الأخيرة هل سمعوا الكلام أم لا؟ فهم لم يسمعوا الكلام و لكنهم سمعوا صوتأً غير مفهوم ففي ( أع 9: 7) "فوقفوا صامتين يسمعون الصوت" و لم يقل يسمعون الكلام ، و في (أع 22: 9) "و لكنهم لم يسمعوا صوت الذي يكلمني" أي كلامه فهو هنا لم ينفي سماعهم لأي صوت فلو أراد ذلك لقال (ولكنهم لم يسمعوا الصوت الذي يكلمني) ولكن بإستعماله لكلمة صوت نكرة و تعريفها بإضافة الذي يكلمني أصبحت قاصرة علي كلام المتكلم فقط و لا تفيد العموم.
وذلك تماماً كما حدث للسيد المسيح له المجد و هو يخاطب الآب "أيها الآب مجد إسمك فجاء صوت من السماء مجدت وأمجد أيضاً. فالجمع الذي كان واقفاً و سمع قال قد حدث رعد و آخرون قالوا قد كلمه ملاك." ( يو 12 : 28 - 29). فالسيد المسيح هنا سمع الصوت و ميز معانيه , أما الجمع فسمعوا الصوت و لم يميزوه فالبعض ظنه دوي رعد , و البعض الآخر ظنه كلاماً ملائكياً دون أن يفهموا شيئاً
مع تحيات RAMY ADWER
ZOSERZORO@YAHOO.COM0123023209