شبيبة مار فرنسيس بالجيزة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي شبيبة مارفرنسيس بالجيزة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الرسالة إلى غلاطية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ramy adwer
مدير المنتدي
مدير  المنتدي



المساهمات : 382
تاريخ التسجيل : 06/08/2008
العمر : 33

الرسالة إلى غلاطية Empty
مُساهمةموضوع: الرسالة إلى غلاطية   الرسالة إلى غلاطية I_icon_minitimeالأحد أغسطس 10, 2008 9:54 pm

بقلم: الأب بولس الفغالي

أ- تعليم واحد في رسالتين
الرسالة إلى غلاطية والرسالة إلى رومة تعالجان الموضوع الواحد: الجهاد من أجل الحرية في المسيح. تقديم إنجيل واحد لجميع الناس كانوا يهوداً أو وثنيين.

1- رسالتان
دوّن بولس الرسالة إلى غلاطية والرسالة إلى رومة خلال رحلته الرسولية الثالثة. ولهذا يفصل الواحدة عن الأخرى بضعة أشهر أو سنة على الأكثر. تعود غل إلى سنة 57 تقريباً، وروم إلى شتاء 57/58. دوّن بولس غل في أفسس وروم في كورنتوس. ولكن وحدة هاتين الرسالتين لا تقتصران على الزمان والمكان. فما يكوّن وحدتهما هو موقعهما بالنسبة إلى حدث واحد حرّك الكنيسة الأولى، ألا وهو أزمة المتهوّدين. والسؤال المطروح هو: هل نفرض على المسيحيين الآتين من العالم الوثني ممارسات دينيّة خاصة باليهود؟ واحتدم الجدال. وتجنّد له بولس بكل قواه وهو الباحث عن الحرية المسيحية في هذا المجال كما في غيره.
دوّنت رسالته إلى الغلاطيين في قلب هذا الجدال فجاءت رسالة حرب وهجوم. ومع الوقت، هدأ الجدال. فكتب بولس رسالته إلى الرومانيين، وفيها استعاد مجمل تفكيره وتعمّق فيه. وهكذا تلقي الرسالة الضوء على الأخرى. غير أن روم تقدّم لنا فكر بولس على مستوى من العمق لم تبلغه غل.

2- جدال مع المتهوّدين
وبرزت أزمة المتهودين (مسيحيون جاؤوا من العالم اليهودي وأرادوا أن يحافظوا على فرائضه) في كنيسة تنتقل إلى العالم الوثني. هذه الأزمة هي أخطر أزمة عرفتها الكنيسة الأولى. أو أنها تنفتح على العالم كلّه، أو تنعزل على ذاتها فتصبح شيعة على مثال الفريسيين والصادوقيين... ما هو الوضع؟
في البداية كان مجمل المسيحيين من أصل يهودي. فحافظوا على عادات حدّدتها الشريعة اليهودية. ولكن حين انفتحت الكنيسة على الوثنيين، طرح السؤال: هل نطلب من هؤلاء المسيحيين أن يحافظوا على هذه العادات؟ أراد المتهوّدون أن يفرضوها، فعارضهم الآخرون. وهكذا وُلد الجدال الذي كاد يسير بالكنيسة إلى الإنقسام.
ظنّ المتهوّدون أن وجود الكنيسة يصبح سهلاً إن حافظت على بعض الفرائض اليهودية: تكون الكنيسة فرعاً من اليهودية فتحميها الشرائع الرومانية. فقد أعفي اليهود من المشاركة في العبادة المقدّمة للامبراطور. وهكذا يُعفى المسيحيون مما يعتبر علامة ولاء من قبل المواطنين تجاه الدولة.
هنا نفهم كلام يسوع عن المتهوّدين: "لا يريدون أن يُضطهدوا من أجل صليب المسيح" (غل 6: 12). ولكن هل نحن أمام اضطهاد يثيره الرومان؟ أما نحن بالأحرى أمام يهود لا يرضون أن يصير أخوتهم مسيحيين؟
وخاض بولس الحرب ضد المتهوّدين. لم تكن القضية بالنسبة إليه قضية طقوس وممارسة ختان. بل أن يؤكد على أن الإنجيل يقدَّم إلى جميع الشعوب من دون تمييز: في هذه الحالة لن نُكره أحداً على الدخول في الشعب اليهودي قبل أن يصير مسيحياً. وفوق ذلك، أراد بولس أن يؤكد أن يسوع المسيح هو المخلّص، هو وحده مخلّص البشر جميعاً. فإن فرضنا بعض هذه العادات ظننا أن الإنسان يخلص بهذه العادات لا بواسطة المسيح وحده.
هذا هو سبب تصّرف بولس خلال أزمة المتهوّدين: حارب بعزم ليحافظ على حريّة الوثنيين في مسيرتهم إلى الله. وشدّد في وقته وفي غير وقته على الإيمان بيسوع المسيح الذي هو المخلّص الوحيد لجميع البشر.

ب- الرسالة إلى الغلاطيين
1- بولس وكنائس غلاطية
بشَّر بولس خلال الرحلة الرسولية الثانية أهل منطقة غلاطية وعاد في الرحلة الرسولية الثالثة يثبّتهم في الإيمان (أع 16: 6؛ 18: 23). هذه المنطقة هي غلاطية الشمالية الواقعة بين كبادوكية والبحر الأسود. كان موقعها حول "انقير" أي أنقرة الحالية (شمالي تركيا الوسطى)، وسمّيت كذلك باسم السكان الذين جاؤوا إليها من "غالية" (أي فرنسا الحالية).
ولكن جاء إلى "كنائس غلاطية" هذه (1: 2) التي بشّرها بولس بنفسه (13:4، 19)، جاء أناس من الجنوب ورموا البلبلة فيها، فأعلنوا إنجيلاً غير الذي يعلنه بولس (7:1- 9). هذا "الإنجيل الجديد" يجعل ممارسة العادات اليهودية، ولا سيما الختان (3: 2؛ 5: 2؛ 6: 12) ضرورية للتبرير، للحياة لا المسيح. هذا يعني أن المسيح لم يعد المخلص الوحيد لجميع البشر (2: 1: "لو كان الإنسان يتبرّر بالشريعة، لكان موت المسيح عبثا" 24:5).
ورافق إعلان إنجيل يختلف عن ذلك الذي يعلنه بولس، هجومٌ قوي على الرسول: أرادوا أن ينزعوا من عقل المسيحيين الثقة بالرسول ثم الثقة بتعليمه: إذ يعلن الإنجيل كما يفعل، يحاول أن يرضي الناس لا أن يرضي الله (1: 1). وسيجيب بولس: "لو كنت أطلب رضى الناس لما كنت عبداً للمسيح ".

2- تصميم الرسالة
بعد العنوان وتذكير عادي بالوضع (1: 6- 10)، تتوسّع الرسالة في ثلاثة أقسام. الأول: أجاب بولس على الهجوم ضد شخصه، فذكر دعوته (1: 11- 24)، واتصاله على مستوى الإيمان والرسالة مع المسؤولين في الكنيسة الأم بأورشليم (2: 1- 10)، وأخيراً الإنجيل الذي يعلنه بحريّة (11:2-21).
الثاني: جعل مراسليه مع الإنجيل الوحيد الذي بموجبه يتبرّر الإنسان بالإيمان بالمسيح، لا بممارسة الشريعة (3: 1- 5): ويحدّد موقع الشريعة، ويدلّ على دورها الحقيقي يا تاريخ الخلاص. ويشدّد بصورة خاصة على ثلاث نقاط: التبرير بالإيمان يجعل المؤمنين أبناء ابراهيم الحقيقيين والمستفيدين من مواعيد الله. المؤمنون هم أبناء الله بالإيمان بالمسيح. الحرية تطبع حياتنا في العهد الجديد (6:3- 4: 31).
الثالث: نتجت دعوة من الدفاع عن رسالة بولس والتذكير بالإنجيل، نتجت دعوة لنعيش في حريّة الروح القدس الذي نناله من المسيح، ولئلا نعود فنضع رقابنا تحت نير الشريعة القديمة. نلاحظ في هذا القسم الرباط بين الروح القدس والحرية المسيحية والمحبّة الأخوية. وهذه المحبة الأخوية ليست إلا "شريعة المسيح " (5: 1- 18:6).

3- نقاط هامّة
أولاً: نلاحظ في القسم الأوّل (1: 11- 2: 12)، في جواب بولس على مهاجميه، النقاط التالية:

* الدعوة
يتحدّث بولس عن دعوته، عن نداء الله له (15:1- 16). ويربط هذه الدعوة بمبادرة من الله. ويتحدّث عنها مستعيداً عبارات أخذها من إرميا (1: 5، دعوة إرميا) ومن أشعيا حول عبد الله (49: 1- 6). من المعلوم أن الجماعات المسيحية الأولى أعطت يسوع مراراً لقب "عبد الله ".
حين نقرأ هذه النصوص نكتشف أن بولس يرى دعوته آتية من الله. هي عطية ونعمة، وهي تدلّ على حبّ الله له. وهي امتداد لدعوة الذين حملوا كلمة الله، النور إلى جميع الشعوب. والوحي الذي ناله بولس من المسيح، قد ارتبط بارساله في مهمة إلى الوثنيين (رج أع 22: 17- 21).


* المشاركة
نجد عند بولس اهتماماً بالمشاركة، بالاتحاد مع الأخوة ومع المسيح (2: 1- 14). ويبرز هذا الاهتمام بالمشاركة في نقطتين مهمّتين: الأمانة في الإنجيل، العمل الرسولي (2: 2، 6؛ 2: 7- 10). ويبرز أيضاً في أن بولس لم يذهب وحده إلى أورشليم، بل مع برنابا وتيطس (2: 2). وهذه المشاركة في الأمانة للانجيل والرسالة مع التعاضد الأخوي (2: 10)، يعيشها بولس في صراحة تامة مع بطرس والمسؤولين في كنيسة أورشليم، يعيشها في علاقات صادقة ومؤسّسة على الإنجيل (2: 11- 14).

* الاتحاد بالمسيح
قال بولس: "فما أنا أحيا بعد، بل المسيح يحيا فيّ " (2:2). الحياة المسيحية هي اتحاد حيّ مع ابن الله الذي أحبّنا وبذل حياته عنا. وهذا الاتحاد هو حقيقي بحيث إن المسيحيين يشاركون في سر المسيح ولا سيما في صليبه. ونقرأ عند بولس هذه الآية المعبرّة: "مع المسيح صُلبت " (19:2). وهي مشاركة حياة عميقة، فنستطيع القول إن المسيح يقود عمل المسيحيين: هو يعمل في حريّتهم ويدفعها إلى اخر مداها. فمن ترك المسيح يقوده كان حراً كل الحريّة على مثاله.
ثانياً: ماذا نلاحظ في القسم الثاني (3: 1- 4: 31)؟ حين يجعل بولس الغلاطيين تجاه الإنجيل، يتكلّم من جديد عن هذه الوحدة في المسيح وعن هذا الاتحاد مع الأخوة في المسيح وبالمسيح. وشدّد على حياتنا في المسيح، على أننا أبناء الله.

* حياتنا في المسيح
يستعمل بولس في 26:3-29 سلسلة من الألفاظ تدلّ على أننا نحيا حقاً في المسيح: نحن أبناء الله في يسوع المسيح. تعمّدنا في المسيح فلبسنا المسيح. نحن نخصّ المسيح. وهذه الحياة في المسيح هي معطاة للجميع من دون تمييز على المستوى الوطني أو الديني أو الاجتماعي. إن واقع حياتنا في المسيح واتحادنا به وفيه، هو قوي جداً وجذري إلى درجة إلغاء كل الاختلافات مهما كانت أساسيّة (يهودي- يوناني، عبد- حر، رجل- امرأة). نكوّن في المسيح وحدة ملموسة لا نظرية، نكوّن وحدة كائن حيّ. فجميع المعمّدين في نظر بولس يعيشون حياة جديدة. هي شخصية وهي تجمعهم بعضهم إلى بعض في الوقت عينه. وهكذا يكونون واحداً، يكونون شخصا جديداً وفريداً في المسيح.


* أبناء الله
وأكد بولس مرّة ثانية في 4: 4- 6 أننا أبناء الله فجعلنا نكتشف آفاقاً مذهلة. إذا كان الله أرسل ابنه ليفدينا، فقد فعل ليجعل منّا أبناءه. لم نعد عبيداً، بل أبناء. جعل الآب منا أبناء ميراثه، وارثيه. أرسل الروح القدس إلى أعمق أعماق شخصنا، إلى قلوبنا. ويستعيد الروح فينا صلاة يسوع في جتسمياني: "أبَّا، أيها الآب " (مر 14: 36). وبكلام آخر، يجعلنا نتوجّه إلى الله كما يتوجّه الأبناء إلى آبائهم في جوّ حميم ومحبّ تعبرّ عنه اللفظة الأرامية "أبَّا" (كما في اللغة العامية. تدل على بساطة الطفل وحبّه لأبيه).
ثالثاً: ويدعو بولس المسيحيين في القسم الثالث (5: 1- 18:6) ليحيوا في حرية الروح. فيتحدّث عن الحرية المسيحية وعن ثمار الروح.

* الحرية المسيحية
يجعل بولس الحريّة المسيحية (13:5- 16) تعارض الانانية وحب الذات (لا تجعلوا هذه الحرية حجّة لارضاء شهوات البدن. والبدن يدل على كل ما يفصلنا عن الله). تقوم هذه الحرية بأن نحب أخوتنا ونجعل ذواتنا في خدمتهم فنحقّق الكلمة التي تجمل الشريعة كلّها: "أحبّ قريبك مثلما تحبّ نفسك" (لا 18:19). وفوق هذا صارت الحياة المسيحية مسيرة يقودنا الروح فيها.

* ثمر الروح
عدّد بولس ما تنتج الأنانية (19:5- 21)، ثم تحدّث عن ثمر الروح (5: 22- 25). قال ثمر (في المفرد) لا ثمار في الجمع، لأن المحبة تجمل كل ما يتبع. ثمر الروح هو: المحبة، الفرح، السلام، الصبر، اللطف، الصلاح، الأمانة، الوداعة، العفاف. في حياة الكنيسة، اعتبر المسيحيون المحبة الأخوية الملموسة كعلامة تدلّ على عمل الروح القدس.
هذه بعض وجهات من الرسالة إلى غلاطية. والتعليم الذي تعرّفنا إليه،
مع تحيات RAMY ADWER
zoserzoro@yahoo.com
0123023209
king
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرسالة إلى غلاطية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبيبة مار فرنسيس بالجيزة :: منتدى الكتاب المقدس :: تفسيرات العهد الجديد-
انتقل الى: