شبيبة مار فرنسيس بالجيزة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي شبيبة مارفرنسيس بالجيزة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الرسالتان إلى تسالونيكي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ramy adwer
مدير المنتدي
مدير  المنتدي



المساهمات : 382
تاريخ التسجيل : 06/08/2008
العمر : 33

الرسالتان إلى تسالونيكي Empty
مُساهمةموضوع: الرسالتان إلى تسالونيكي   الرسالتان إلى تسالونيكي I_icon_minitimeالأحد أغسطس 10, 2008 9:57 pm

بقلم: الأب بولس الفغالي

دوّنت 1 تس سنة 51 ب. م. إذن، هي أول نص كامل بين نصوص العهد الجديد. عنوانها يدلّ عليها. وُجّهت إلى كنيسة تسالونيكي، وهي كنيسة أسّسها بولس منذ بضعة أشهر في مدينة عظيمة هي عاصمة مكدونية (شمالي اليونان).

أ- الرسالة الأولى إلى تسالونيكي
خط بولس هذه الرسالة في الفرح. كان قد أرسل تيموتاوس إلى تسالونيكي، لأنه خاف أن يرى المسيحيّين يتزعزعون بسبب الاضطهاد. فعاد تيموتاوس حاملاً إليه الأخبار الطيّبة. فالجماعة التي تركها بولس على عجل خوفاً من اليهود (أع 17: 1- 9)، تحمّلت المحنة بشجاعة. سُجن ياسون وبعض الأخوة، ولكن أخلي سبيلهم لقاء كفالة مالية.
تعزّى بولس حين سمع هذا الخبر، فأعاد قراءته على ضوء الإيمان. ذكر ما عاشه في تسالونيكي (2: 1- 12)، ودُهش من شجاعة هؤلاء المرتدين الجدد الذي فعلت فيهم حقاً كلمة الله (2: 13- 17). ونظرة المؤمن هذه نجدها ملخَّصة في الصلاة التي تفتتح الرسالة (1: 2- 10): " نشكر الله كل حين من أجلكم جميعاً، ونذكركم دائماً في صلواتنا".
نودّ أن نشير إلى صعوبتين.
الأولى تتصل بنهاية ف 2 حيث يتكلّم بولس عن اليهود الذين هيّجوا الشعب كله في تسالونيكي، وما زالوا يلاحقونه ليمنعوه من تبشير الوثنيّين. غضب بولس ووعدهم بغضب الله. هذا لا يعني أن بولس أبغضهم أو أبغض أي جماعة أخرى. وسيدلّ على محبته لهم في الرسالة إلى رومة: "أتمنى أن أكون محروماً ومنفصلاً عن المسيح في سبيل إخوتي بني قومي في الجسدي (روم 9: 3).
الصعوبة الثانية ترتبط بالنصائح الأخلاقية التي يعطيها بولس لأهل تسالونيكي (4: 1- 12؛ 5: 12- 22). يدعوهم لكي يعيشوا بهدوء، لكي يهتمّوا بأمورهم الخاصة، لكي يعملوا الخير، لكي يجعلوا الحب الأخوي أمراً ملموساً. مثل هذه النظرة إلى العلاقات بين البشر تصدمنا. لأنها تغلق الإنسان على نفسه وعلى جماعته فلا يعود يوسّع آفاقه. هكذا كان الناس يفهمون الحياة في المجتمع: حياة في سلام ووئام حيث تشجب الخلافات...

1- نظرة بولس نظرة مؤمن (1: 2- 10)
إفتتح بولس رسالته كعادته بفعل شكر (1: 2-10). نستطيع أن نقرأه فنتساءل: ما هي الأحداث التي تلهم صلاته؟
يقول بولس إنه يذكر في صلاته إيمان التسالونيكيين وما فيه من نشاط، يذكر محبّتهم بما فيها من جهاد، ورجاءهم بما فيه من ثبات (3:1). هذه العبارات تُجمل موضوع صلاته.
نلاحظ أنه منذ سنة 51، كان الإيمان والرجاء والمحبة ميزات جوهرية في الحياة المسيحية. وتجتمع هذه الفضائل الثلاث مع ثلاث صفات تدلّ على العمل: النشاط، الجهاد، الثبات. إذن، ليست موجودة في ذاتها، بل في تحقّقها في الواقع. ويفسرّ بولس في وليْ صلاته الطريقة التي بها عاش التسالونيكيون الاضطهاد، فرأى فيها علامة على اختيار الله لهم (لقد اختارهم الله كشعبه)، علامة على حضور الروح الناشط (1: 5- 6).
ينطبع فعل الشكر هذا بطابع ملموس ومحدّد في الزمان والمكان. لن نقوله في أي وقت كان، ولكنّه يفتح أمامنا طريقاً للصلاة.

2- مصير الموتى (4: 13- 5: 11).
ونقرأ أيضاً 13:4- 5: 12 لنكتشف فيها الأسئلة التي يحاول بولس أن يجيب عليها، ولنلاحظ الصعوبات التي جابهته. وهذه نقاط تساعدنا في اكتشافنا لغنى النص الرسائلي.

أولاً: سؤالان
عالج بولس سؤالين طُرحا على الجماعة ونقرأهما في 13:4 و 5: 1. السؤال الأول يعني موت المسيحيّين الأولين. وهذا الموت يعارض الإيمان بالمسيح الرب الذي ننتظر عودته في مستقبل قريب. ماذا سيكون مصير هؤلاء الموتى؟ هل سيشاركون في العالم الجديد؟ والسؤال الثاني: حاول هؤلاء المسيحيون أن يحسبوا الزمن الذي ستحصل فيه هذه العودة المجيدة. إذن، متى يأتي يوم الرب؟

ثانياً: ألفاظ غريبة
حين نقرأ النص نصطدم بألفاظ غريبة. نجد في 15:4- 18: الهتاف، رئيس الملائكة، البوق، السماء، السحاب، الفضاء. وفي 5: 1- 10: يوم الرب، النور، الظلمة. كل هذه الكلمات جزء من صور تبدو بعيدة عنّا. يبدو ف 4 وكأنه حلم. ويبدو ف 5 بشكل دراماتيكي: أما نحن أمام دينونة قاسية؟ إذا أردنا أن نتعدّى الصعوبات نضع هذه الصور في سياقها النصوصي.

ثالثاً: العالم الجلياني
جلا أي كشف شيئأ خفياً فجعلنا وكأننا نراه.
أراد بولس أن يجيب على سؤال طرحه موت بعض المسيحيين، فاستعمل في ف 4 ألفاظاً وصوراً صيرّتها كتب الرؤى شعبية. ففي السيناريو العادي، الملائكة والبوق والسحاب... كل هذا لا نستغني عنه لنجعل تدخل الله يظهر بشكل ساطع. ونفهم هذه الطريقة في التفكير في عالم يحيط فيه الملوك نفوسهم بحاشية وأبّهة ليفرضوا سلطانهم: يتبع الكاتب هذا النموذج ليصوّر قدرة الله السامية.
أخذ بولس بالنظرة الجليانية والشعبية التي تقوله إن مسكن الله هو في السماء. هذا التمثل يعكس عقلية تقسم الكون إلى إثنين: السماء والأرض. أما الأرض فمطبوعة بعلامة سلبيّة.
واستعمل بولس أيضاً في ف 5 رسمات عرفتها كتب الرؤى. فـ "يوم الرب " عبارة بيبلية قديمة تدلّ على يوم تدخل الله النهائي، على يوم الدينونة: إنه يوم شر للأشرار ويوم خلاص للأبرار. وهكذا يظهر الله كالديّان السامي. نستلهم سلطة الملك القدير حين يمارس العدالة ونطبّق الصورة على الله. حين استعمل بولس هذه الصورة، ترجم يقيناً أساسياً وهو: ان الله لا يترك الشر ينتصر، ولا يترك الكلمة الأخيرة للأشرار. إن مستقبل العالم لا يصل إلى حائط مسدود، بل هو منفتح على الرجاء، على الخلاص.

رابعاً: بشرى سعيدة
يدعونا بولس لكي نؤمن أن الموت ليس نهاية كل شيء، وأن الشر لن ينتصر في العالم. ولكنه يقول لنا ما يقوله بكلام من عنده، منطلقاً من نظرة إلى الكون ورثها من كتب الرؤى.
وهو يجتذبنا إلى البعيد: إنه ينفصل عن إيمان ورثه من العالم اليهودي الذي فيه وُلد. فإذا أردنا أن نفهم هذا، نعود إلى النص ونتساءل: من الذي يفعل؟ هناك كلمة تعود دوماً، هي كلمة "الرب ". هي لا تدلّ على الله نفسه، ولا تدلّ على كائن سماوي كما في كتب الرؤى، بل على يسوع الذي صار رباً بقيامته. فبيسوع ومع يسوع قُهر الموت. والحدث أساسي جداً، لهذا جعله بولس في بداية برهانه (4: 14)، وتحدّث عنه مرّة ثانية في الخاتمة (9:5-10). ما يؤسس إيمان بولس هو إيمان بيسوع وقيامته. إنهما يدشّنان العالم الجديد ويساعداننا على التيقّن من أن قيامتنا ليست مجرّد تخيّل وحلماً محضاً. إنهما واقع وحقيقة.
قد نحتفظ بهذه النواة الأساسية بعد أن نعرّيها من لباسها الجلياني. ولكننا قد نحسبها صرخة نطلقها فتبقى بعيدة عنا. لا. فحين نؤمن أن يسوع قام، نؤمن أن حياته تفعل اليوم، وهي أقوى من الموت. إنها تفتحنا على عالم جديد.

ب- الرسالة الثانية إلى تسالونيكي
سيكون تقديمنا للرسالة الثانية قصيراً. فهي تنسخ مرات عديدة الرسالة الأولى. إنها جواب على رسالة منسوبة إلى بولس، جعلت الناس يظنون أن يوم الرب جاء (2: 1). نجد الجواب في 2: 1- 12. في هذا النص يستعيد بولس عناصر أخرى من الأدب الجلياني: يتحدّث عن نكران الإيمان، عن رجل الإثم.
يبدو هذا النص وكأنه لغز. لن نبحث فيه عن حقائق أبدية، بل نرى فيه محاولة تفسير تأخذ بعين الاعتبار التأخير الحاصل في مجيء الرب. ما الذي يمنع الرب من المجيء؟
مع تحيات RAMY ADWER
zoserzoro@yahoo.com
0123023209
king
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرسالتان إلى تسالونيكي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبيبة مار فرنسيس بالجيزة :: منتدى الكتاب المقدس :: تفسيرات العهد الجديد-
انتقل الى: